في الريف المصري يحرص الفلاحون على استخدام عبارة "مفيش فقر.. في قلة رأي"، للتعبير عن الإسراف في الإنفاق على أمر ما في الوقت الذي يمكن فيه تحقيق نفس الهدف بنفقات أقل.. هذه العبارة وجدت بعد زيارة قمت بها إلى مصنع منتجات الصويا بمعهد تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة المصرية أنها تنطبق على كثير منا في تعامله مع أزمة الغذاء، فنحن - حسب المثل - نعاني من قلة رأي، لأننا نتجه بكثرة إلى استهلاك اللحوم ذات السعر المرتفع، ونصرخ من جشع الجزارين، في الوقت الذي يمكن فيه أن نقضي على جشعهم إذا اتجهنا لتقليل الاعتماد على اللحوم من خلال تدعيمها بالصويا.
الفكرة - كما يقول المهندس سعد الأنصاري رئيس الإدارة المركزية للصناعات الغذائية بالمعهد - تعتمد على استخدام الصويا مع اللحوم لإنتاج منتج يجمع بين فائدة البروتين الحيواني والنباتي.
صحي ومفيد
ويتميز هذه المنتج بأن طعمه يفوق طعم اللحم الخالص كما أكد الأنصاري.
وأوضح أن باحثي المعهد أجروا تجارب على ثلاثة منتجات من البرجر.. الأول مصنع من اللحم الخالص، والثاني من اللحم مضاف له نسبة 10% صويا، والثالث مضاف له نسبة 25%، فأظهرت النتائج أن أفضلهم من ناحية الطعم هو المنتج الثالث الأعلى في نسبة الصويا.
"لكن الأفضلية لا تقتصر فقط على الطعم"، بحسب الأنصاري.
وأضاف أن هذا المنتج يفوق اللحم التقليدي من الناحية الصحية، فهو يحتوي على مواد موجودة بالصويا لها دور في الوقاية من تصلب الشرايين وارتفاع الكولسترول، وهي المشاكل التي يسببها اللحم التقليدي، كما أنه يحتوي على مواد أخرى تنشط جهاز المناعة وتقي من أمراض القلب وتجلط الدم والسرطانات.
سهولة الإعداد
"وإلى جانب هذه الفوائد فإن سهولة إعداد المنتج تعتبر عاملا مميزا له"، بحسب ما قالت المهندسة حنان عبد الغني من مصنع الصويا بالمعهد.
وأوضحت أن إعداد هذا المنتج يعتمد على خاصية يتمتع بها الصويا، وهي احتواؤه على الألياف القابلة للذوبان في الماء، فيتم نقعه لمدة ثلاث ساعات في الماء حتى يتشربه، ثم يضاف إلى اللحم، ويمكن باستخدام هذه الطريقة الحصول على 3 كيلوجرامات من لحم الصويا، باستخدام كيلوجرام ونصف الكيلوجرام من اللحم التقليدي مضاف له نصف كيلوجرام صويا.
وتؤكد حنان أنها قبل أن تنصح المستهلكين بهذه الطريقة فإنها جربتها عمليا بمنزلها ولاقت قبولا بين أفراد أسرتها، حتى أنهم أصبحوا يطالبونها دائما بإعداد اللحم باستخدام الصويا.
ثقافة التغذية
"ورغم كل هذه الفوائد فإن مثل هذه المنتجات قد لا تجد قبولا عند المستهلك العربي"، بحسب ما قال د.أحمد خورشيد خبير الصناعات الغذائية تعليقا على هذا المنتج.
وأرجع ذلك إلى أن المستهلك العربي ليست لديه ثقافة التغذية التي توجد عند الغرب، لأنه أصبح أسير ما تعود عليه، على عكس المستهلك الغربي الذي يبحث دائما عن الفائدة الصحية.
وطالب د. خورشيد بضرورة أن تسعى الدول العربية إلى تغيير العادات الغذائية لشعوبها، لأن الوقوع في أسر ما تعودت عليه الشعوب قد لا يفيد مستقبلا مع التزايد في ارتفاع أسعار الغذاء.
رابط المقال الأصلي
No comments:
Post a Comment